24‏/4‏/2015

شكسبير في السينما العالمية: عشرة أفلام



تعتبر أعمال شكسبير منبعاً لا ينضب لكل أنواع التجريب الفني نظراً لعبقريتها في معالجة تعقيدات الوجود الانساني والتفاعلات البشرية والمشاعر المختلفة والمتنافرة من حبّ وغيرة وكره وجشع وطموح وانتقام وغيرها الكثير من الصفات التي يتقلّب البشر بينها
السينما لم تكن بعيدة أبداً عن أعمال الكاتب الخالد فتناوب السينمائيين -على اختلاف مشاربهم- على تحويل أعماله إلىى أفلام سينمائية.
 نختار لكم 10 من تلك الأفلام يُنصح بمشاهدتها.

Romeo and Juliet (1968)
المخرج والكاتب الإيطالي فرانكو زيفاريللي يعتمد على المسرحية الشهيرة في فيلم فاز بجائزتي أوسكار أفضل تصوير وأفضل تصميم أزياء، باخراج مفعم بالحيوية والشباب لم يخلو من إثارة الجدل نظراً للمشاهد العارية لبطليه المراهقين، وهو ما ساهم في شعبية في أوساط الشباب حينها، حيث قام بالدورين أوليفيا هاسي (15 سنة) ووايتنج ليونارد (17 سنة).


Hamlet (1948)
المخرج والكاتب والممثل الانجليزي لورنس أوليفيه ينجز معالجة فضفاضة ولكن مميزة لتراجيديا أمير الدنمارك، في فيلم بدا تأثره واضحا بجماليات الأبيض والأسود في فيلم "المواطن كين" للمخرج أورسون ويلز، ولكن أداء بطله الاستثنائي ساعد في فوزه بجائزة أوسكار أفضل ممثل بالاضافة إلى جائزة أفضل فيلم.


Richard III. (1955)
ثالث محاولات لورنس اوليفييه الاخراجية في اقتباس أعمال شكسبير بعد "هنري الرابع" و"هاملت" لم يستقبل الاستقبال المناسب من الجمهور في حينه ولكن الزمن أثبت أنه تضمّن أفضل أداء لبطله الذي برع في تجسيد شخصيات شكسبير وتعقيداتها النفسية.

  

Henry V (1989)
المخرج الإنجليزي كينيث براناغ في باكورته الاخراجية، يختار مسرحية شكسبير ليقدّم معالجة تفوّقت على نسخة الأستاذ لورنس أوليفيه السابقة. بتقديمه لساحة المعركة بكثير من الواقعية (الطين والدماء والفوضى الأخلاقية) فقد وجد براناغ مساحة مريحة بين الشوفينية البريطانية ونقد الامبريالية لم تكن واردة في نسخة أوليفيه التي ظهرت وقت الحرب العالمية الثانية .


My Own Private Idaho (1991)
المخرج الأمريكي جوس فان سانت يستعير عناصر من مسرحيتي شكسبير "هنري الرابع" و"هنري الخامس" في دراما حالمة، ولكن تركيز المخرج المولع بالتجريب - بتأثير من أورسون ويلز- يتحوّل بشكل واضح عن النص الشكسبيري. البطل هنا ليس الوريث البائس ولا فالستاف الماجن، ولكن صديق مخلص يصبح مستشاراً لاثنين من محتالي الشوارع.


Throne Of Blood (1957)
المخرج الياباني الأشهر، أكيرا كوروساوا، يجد في مسرحية "ماكبث" ضالته لتقديم تاريخ بلده وتبديل الأجواء لم يكن صعبا. يقول كوروساوا "إن قصة ماكبث أعجبتني وفكرت في تحويلها لفيلم يتناول الحروب الاهلية اليابانية، ففي تلك الحروب كثير من الوقائع التي تشابه الأحداث في المسرحية" وهكذا أصبحت اسكتلندا اليابان في العهد الاقطاعي والمملكة هى القلاع الحصينة والساحرات تحولن إلى عجوز حيزبون خارجة من الأساطير الشعبية اليابانية. ورغم ذلك لم يخلو الفيلم من التأثر بنسخة أورسون ويلز التي أنجزها عام 1948

  
Othello (1952)
في سن الخامسة والثلاثين أنجز المخرج الكبير أورسون ويلز تلك التحفة السينمائية عن التراجيديا العائلية الشكسبيرية، صورها في ثلاث سنوات متنقلا بين المغرب وإيطاليا  وسط مشكلات انتاجية هددت باستكماله، ورغم الاستقبال البارد في امريكا فقد نال الفيلم السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي. وإلى الآن تعتبر تلك النسخة هلى أفضل معالجة سينمائية لمسرحية شكسبير.


Ran (1985)
المحاولة الثانية لأكيرا كوروساوا في اقتباس شكسبير، وهذه المرة مع مسرحية "الملك لير"، وكانت النتيجة فيلما عظيما اعتبر في حينه أضخم انتاج سينمائي ياباني بكلفة وصلت إلى 12 مليون دولار أمريكي. ورغم اختلاف التفاصيل نظرا لرغبة المخرج في مواءمة الفيلم مع التقاليد اليابانية، فقد قدّم كوروساورا دراسة بليغة في سوء استخدام السلطة وعواقب التهور الانساني.


(Macbeth (1971
مأساة ولدت من رحم مأساة اخرى. المخرج رومان بولانسكي لم يكد يخرج من حزنه على مقتل زوجته شارون تيت على يد جماعة مانسون حتى شرع في العمل على معالجة مروعة للحكاية الشكسبيرية عن مأساة الملك الاسكتلندي وحياته مع الوساوس. من بدايته مع الساحرات الثلاثة؛ يبدو الفيلم غارقا في الأسى ولا مفر من الاشمئزاز الممزوج بالرعب من طبائع النفس البشرية. يقدّم بولانسكي صورة بائسة ومفزعة في توليفته الشعرية والمسرحية ويبدو الفيلم كما لو كان صرخة مفتوحة تطلب الانتباه.


Chimes at Midnight (1965)
أورسون ويلز مرة أخرى في فيلمه الأقرب إلى قلبه، أو "الفيلم الذي يودّ أن يصحبه إلى الجنة "على حد تعبيره. يقرر ويلز اللجوء إلى شخصية فالستاف تلك الشخصية التي ظهرت في مسرحيتي شكسبير عن حياة هنري الرابع وخصص لها لاحقا مسرحية كاملة بعنوان "دقات ويندسور المرحة". بعد استقبال كارثي لمحاولة تقديمها مسرحياً على مسارح بروداي، يعود ويلز بعد سنوات طويلة لتقديمها سينمائياً بثقة من لم يعد يهمه رأي الجمهور. أبدع ويلز هنا في تقديم اقتراحات جمالية مذهلة في عصرها وأثرّت لاحقا في أفلام مثل "قلب شجاع". بورتريه خالد لشخصية فالستاف التي تصدّرت المشهد تماما، وأعاد ويلز تعريفها كشخصية استعارت منها الكثير من الشخصيات الأدبية خصائصها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق